عن بعد (الفيديوكنفرنس)، وذلك تحت رعاية معالي وزير التربية والثقافة والتعليم العالي بالصومال المهندس عبد الله أبوكر حاج ومدير الجامعة البروفيسور محمود عيسى محمود، وبحضور السادة: الأستاذ إسماعيل يوسف عثمان مدير التعليم العالي بالوزارة، والمهندس بدر السميط المدير العام للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والدكتور خالد الصبيحي رئيس مجلس إدارة جمعية التميز الإنساني، والأستاذ الدكتور محب الرافعي وزير التعليم السابق بجمهورية مصر العربية، والأستاذ الدكتور علي الجمل المدير التنفيذي للبرامج، والأستاذ الدكتور مدحت سليمان المدير التعليمي لجمعية التميز الإنساني، والطلاب والأساتذة وجمع كبير.
وأشاد معالي وزير التربية والثقافة والتعليم العالي المهندس عبد الله أبوبكر حاج بالبرنامج الذي اعتبره جهداً علميا رائدا في مجال التربية، ونوّه بأن الصومال يحتاج دعما في شتى المجالات وخاصة في مجال التربية والتعليم، داعيا القائمين على الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية التميز الإنساني إلى التوسع في دعم البرامج التعليمية من خلال توطيد تعاونهم مع الجهات المعنية (كالجامعة الإسلامية) لإنجاز هذا المشروع وأمثاله من المشروعات التي سيقومون بتنفيذها مستقبلا، مضيفاً إلى أنّ وزارة التربية تشدّ على يد الجهات التي تعاونت على إعداد البرنامج وتمويله وتنفيذه ليمضوا به قدما نحو التوسع فيه وتعميم فائدته وإيصالها إلى الأعداد الكثيرة من المعلمين الذين ينتظرون مثل هذا البرنامج.
وقال: "إنّ الإخوة في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية التميز الإنساني ومن خلال دعمهم لهذا البرنامج في الصومال سجلوا سبقا حضوريّا للدعم العربي للشأن التعليمي في بلادنا، مؤكّدا أنّ المجال مفتوح للإخوة للعمل في هذا الاتجاه مع المؤسسات التعليمية، واختتم الوزير كلمته بتوجيه الشكر إلى القائمين على تنفيذ هذا البرنامج بالصومال من الجامعة الإسلاميّة والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وجمعية التميز الإنساني، والفريق العلمي لإعداد البرنامج.
أما مدير الجامعة الإسلامية البروفيسور محمود عيسى محمود فقد افتتح كلمته بترحيب الحضور، وأعرب عن أهمية البرنامج، وأنه برنامج تربوي رائد يشكّل إضافة كبيرة في الحقل الأكاديمي التربوي، ويستجيب للحاجة الملحة إلى إعداد المعلمين وتأهيلهم تربويا ومهنيا وثقافيا، ويسهم في سدّ النقص القائم في وفرة المعلّم الكُفء الحاصل على الإعداد التربوي المتكامل، فهو يُعدُّهم كذلك للتعامل مع التعليم في بيئات الطوارئ بما تختص به من أوضاع نفسية واجتماعية وبيئية يجب على المعلم والقائمين على أمر التربية مراعاتها والتعامل معها بما تقتضيه من أساليب ووسائل، وبذل الجهد المطلوب لتحقيق أهداف التربية والتعليم. وقال: "إن هذا البرنامج يشمل منحة لخمسين طالباً معلماً، ونأمل أن يكون ذا استمرارية، وأن يشهد توسعاً في مراحله القادمة؛ ليشمل دفعات أخرى أكبر حجماً، وأن تستفيد منه أعداد أكثر من المعلمين". وقال أيضا "إننا في الجامعة الإسلامية بالصومال ندبنا أنفسنا أن نكون سباقين إلى كل ما يخدم الأمة والبلاد، والعمل على ربط التعليم بحاجة المجتمع المتجددة وحل مشكلاته". وفي السياق ذاته أشار مدير الجامعة إلى اعتماد البرنامج ضمن برامج الجامعة الأكاديمية، وأن تنفيذه يتم بدعم كريم من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية التميز الإنساني مقدما لهم الشكر والثناء، وأعرب عن استعداد الجامعة لتوسيع التعاون المشترك ليشمل آفاقا تعليمية أخرى تمس الحاجة إليها في هذه البلاد.
وأخيرا توجه بالشكر إلى الفريق العلمي لإعداد البرنامج من الخبراء والاستشاريين التربويين، وفريق إعداد البرنامج من طرف الجامعة الإسلامية على الجهد الذي بذلوه لإخراج هذا البرنامج من حيز التفاكر والنقاش إلى حيز العمل والتنفيذ، ولا زالت الجهود في ذمتهم لتسيير البرنامج ومتابعة تنفيذه.
ومن جانبه قدم المهندس بدر السميط المدير العام للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية تعريفا بالهيئة وقال: "إنها من كبريات المؤسسات الإسلامية العاملة في المجال الإنساني، وقد بدأت عملها في عام 1984 وأشهرت رسميّا عام 1986م، وقد كان الشيخ يوسف الحجي من أبرز مؤسسيها، وأول رئيس لها، وقد تمكن خلال فترة رئاسته من توسيع نشاط ومجالات عمل الهيئة، وأن هذا البرنامج يحمل اسم الشيخ يوسف الحجّي أول رئيس للهيئة وأبرز مؤسسيها، وله أهمّية محورية لتعلقه بالتعليم بمناطق اللجوء والنزوح في المنطقة العربية، وإنّه ينطلق من الخطة الاستراتيجية للهيئة، والساعية إلى توفير فرص تعليمية وتأهيلية ذات مخرجات نوعية بالشراكة مع أكثر من مائتي مؤسسة محلّيّة وإقليمية ودوليّة.
وقدّم السميط شرحا لتطور البرنامج من دراسة وفكر إلى واقع عملي، مشيرا إلى أنّ البرنامج هو أول برنامج في تأهيل معلمي حالات الطوارئ يصدر في العالم العربي والإسلامي، وأنه يأتي نتاجاً لواقع تطبيقي على الأرض عبر دراسات ميدانيّة طبقت على مدارس الكويت الخيريّة لتعليم اللاجئين السوريين في لبنان والتي تدعمها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وتحوي ما يربو على تسعة آلاف طالب سوري، وأنه في مارس 2019 وقعت الهيئة الخيرية الإسلامية العالميّة وجمعية التميز الإنساني والجامعة العربية المفتوحة بالكويت اتفاقيّة شراكة للتخطيط والإعداد والتنفيذ لبرنامج دبلوم التأهيل التربوي لمعلمي حالات الطوارئ والعمل على فتح آفاق التعاون مع المؤسسات العلميّة والإقليمية والدولية في مجال التعليم في حالات الطوارئ، واعتبر السميط فرصة مواتية أن يتحول المشروع اليوم إلى واقع، وممارسة اختبار مناهجه ومراجعتها وتطويرها ومن ثم اعتمادها في جامعات أخرى، وذلك عبر العمل على تأهيل مائة معلم خلال العام الدراسي 2021/2022 منهم خمسون معلما من الصومال وخمسين معلّما سوريا؛ لكي يقوموا بدورهم بنقل هذه الخبرة الأكاديمية إلى قطاع واسع من المعلمين العاملين في حالات الطوارئ، واعداً بأنهم يعملون مع شركائهم على تعميم التجربة وإزالة العقبات التي تواجه التنفيذ حتى يكتب لهذا الدبلوم النجاح والانتشار.
واختتم المهندس السميط كلمته بتوجيه الشكر إلى فريق الإعداد العلمي للبرنامج والذي ذكر أنه يضمّ نخبة من الأكاديميين والمتخصصين والخبراء، وإلى شركاء الهيئة في جمعيّة التميز الإنساني والجامعة العربية المفتوحة والجامعة الإسلاميّة بالصومال.
وفي كلمته ذكر الدكتور خالد الصبيحي رئيس مجلس إدارة جمعيّة التميز الإنساني القائمة على تنفيذ البرنامج بالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلاميّة العالميّة ذكر أن هذا البرنامج يأتي امتدادا لمشاريع تعليمية أنجزتها الجمعية في الصومال وليس أول مشروع للجمعية في الصومال، وذكر مشاريع كثيرة، مشيرا إلى أن البرنامج مولود من رحم مشاريع عملية على الأرض لتعليم اللاجئين، وليس وليد فكرة أو نظرية أو مشاريع من الأفكار التي ترد في المؤسسات التعليمية، بل نتيجة لتجربة عملية راسخة استمرّت ثمان سنوات بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلاميّة العالمية. وأضاف: أنّ جمعية التميز الإنساني اختارت أن تتخصص في المجال التعليمي، وخاصة التعليم في بيئات الطوارئ، وذلك كثمرة نجاحهم في تأسيس مكتب تعليمي يعمل كوزارة تربية مصغرة يتولى الإشراف على تعليم ما يقارب تسعة آلاف طالب، بالإضافة إلى مشاريع تعليمية تجمع بين التعليم والبحوث والدراسات وربطها جميعا بمنظومة المشاريع الأخرى مثل هذا المشروع.
وذكر الصبيحي أنهم سجلوا لدى منظمة التعاون الإسلامي في آخر مؤتمر لوزراء خارجية دول المنظمة مشروع أكاديمية عالمية للتعليم في حالات الطوارئ، وتمت الموافقة علي إضافته وأدرج ضمن المشاريع التي ستكون تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي.
واعتبر هذا المشروع مفخرة لجمعية التميز الإنساني والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والجامعة الإسلامية بالصومال مؤكدا أنّ في الطريق مشروع تطوير مناهج التعليم في حالات الطوارئ بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
الدكتور محب الرافعي وزير التعليم السابق لجمهورية مصر العربية بدأ كلمته بتقديم الشكر للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية: لدعمها لهذا المشروع، واعتبر أنها وضعت يدها على أهمّ مشكلة تواجه اللاجئين والنازحين وكل المتأثرين بحالات الطوارئ في جميع أنحاء العالم والتي هي التعليم. وأضاف إلى أن البرنامج يمثل أول برنامج من نوعه على مستوى العالم كله.
ثمّ وجه الشكر لجمعية التميز الإنساني؛ لدعمها المستمر لهذا البرنامج حتى كتب له أن يصبح قائما في عدد من الجامعات العربية والإسلامية.
كذلك شكر وزير التربية الصومالي والجامعة الإسلامية بالصومال لتبنيهم هذا البرنامج. كما شكر الأستاذ الدكتو علي الجمل المدير التنفيذي للبرنامج والذي له الفضل في تبنيه في وقت سابق بعدد من الجامعات منها الجامعة العربية المفتوحة، وحاليّاً يتمّ تبنيه في الجامعة الإسلامية بالصومال.
واعتبر الرافعي البرنامج ذا أهمّيّة، نظرا إلى ما يتعرض له العالم العربي والإسلامي من حالات طارئة، مشيراً إلى أنّ حالات الطوارئ لم تعد متمثله في كوارث النزوح واللجوء فحسب بل تتجاوز مظاهرها ذلك لتشمل حالات الكوارث الطبيعية كحالات انتشار الأوبئة معتبرا جائحة كورونا من أبرز حالات الطوارئ اليوم لما تتركه من أثر كبير على التعليم، وقال: "إنّ العالم بحاجة ملحة إلى تطبيق هذا البرنامج ليس في عدد محدود من الدول فحسب بل في كثير من دول العالم التي تعاني من جائحة كورونا وتأثيرها الكبير على التعليم. وأضاف أن هذا مما يعطي أولوية للبرنامج وتطبيقه في العديد من الدول".
ومن جانبه مدير التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم العالي والثقافة في الصومال الأستاذ إسماعيل يوسف عثمان وجه الشكر إلى الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بوصفها الداعم للبرنامج وأعرب عن نهج الوزارة في الترحيب بكل من مدّ يد العون والمساعدة التعليمية، مشيراً إلى أن الصومال ابتعد كثيرا عن التعليم العربي نتيجة الغزو الثقافي الكبير على عروبته، واعتبر أن هذا يمس الأمن اللغوي العربي بما يمثله من أهمّيّة، مؤكّدا على الحاجة إلى إعادة النظر في تعليم الصومال لصالح تقوية الثقافة العربية.
وقال عن أهمّيّة البرنامج: "إنه بالنسبة للصومال يشكّل أهمّية عظيمة باعتبار الصومال تكثر فيه بيئات الطوارئ لكونه خرج لتوه من حرب، ولا يزال تعاني من ويلاتها"، ودعا إلى العمل على استمراية البرنامج.
كما اقترح الأستاذ إسماعيل على الجامعة الإسلامية بالصومال تنظيم يوم لتقديم أوراق علمية حول إعداد معلمي حالات الطوارئ ومتطلباته وخصوصيات بيئات الطوارئ وأثرها في تحديد الشكل التعليمي المناسب، بحيث يكون لمخرجات هذه الأوراق أثر عملي ملموس يمكن الاستفادة منه ميدانيًّا.
وفي ختام كلمته شكر الهيئة الخيرية الإسلامية العالميّة وجمعية التميز الداعمين للبرنامج والفريق العلمي المعدّ للبرنامج والجامعة الإسلامية بالصومال وجميع من أسهم في إخراج هذا البرنامج إلى النور.
وأماالدكتور علي الجمل المدير التنفيذي للمشروع ومؤسس الفكرة فقد بدأ كلمته بتقديم الشكر للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لتبنيها ودعمها هذا البرنامج الذي قال عنه: " إنّه كان سيبقى حبيس الأدراج وحبرا على ورق لولا دعمها الذي أخرجه من فكرة إلى تنفيذ"، وشكر كذلك جمعية التميز الإنساني ممثلة في رئيس مجلس إدارتها الدكتور خالد الصبيحي لكونه من أوائل من تبنوا هذا المشروع ووقفوا إلى جانبه حتى رأى النور، كما شكر للجامعة الإسلامية بالصومال ممثلة في مديرها لتبنيها واعتمادها هذا المشروع، معرباً عن بالغ سعادته بحضور اثنين من وزراء التربية والتعليم في المنطقة العربية للحفل.
وأوضح أنّ هذا البرنامج يتميز بأنه ولد من رحم مشروع تربوي ميداني يجمع بين الأكاديمية والميدانية، لا كالبرامج الأكاديمية التي تولد بشكل أكاديمي أكثر مما هو ميداني، وأشار إلى أنهم منذ شهر بدأوا في تنفيذ المشروع بينما بدأت جامعات مصرية وأمريكية لتوها دراساتها لبلورة برنامج إعداد معلمين لحالات الطوارئ، ووعد الأستاذ الدكتور علي الجمل بأنهم سيعملون في المستقبل القريب وخلال أسبوع أو عشرة أيام على مسار استكمال درجة الماجستير والدكتوراه لهذا البرنامج بحيث يأخذ نفس اعتمادات مسار الدبلوم الحالي؛ ليكون نواة لأول أكاديمية دولية لإعداد معلمي حالات الطوارئ.
واعتبر البرنامج إنجازا علميّا قبل أن يكون فخرا له ولفريقه ولجمعية التميزالإنساني والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والجامعة الإسلامية بالصومال والجامعة العربية المفتوحة.